السؤال ( 4 ) : ما هي قيمة دراستنا ونحن نعيش في دولة تعشش فيها الطائفية .. والتوظيف يعتمد على الواسطة ؟
الجواب ( 4 ) : نعم هذه مشكلة يجب أن نتعامل معها بمزيد من الوعي والصبر والتوكل على الله العزيز المقتدر ، لأنها قضية مصير في ظل هذا الوضع الظالم جداً ، الذي يكتنفنا من كل جانب ، والذي يمثل لنا تهديداً جدياً ، وقد أثر فعلاً في نفوس أبنائنا وبناتنا ، وأشعرهم بالغبن والإحباط .. فمن القصص المؤلمة جداً : أن طالباً في المرحلة الإعدادية ، كان من المتفوقين ليس على صفه فحسب ، وإنما على المدرسة ، انقطع فجأة عن المدرسة ، ولم تنجح جميع محاولات إدارة المدرسة في إعادته إلى المدرسة ، وفي ذات يوم رآه أحد المدرسين في السوق يقوم بتنظيف السمك ، فأندهش وتعجب وتألم مما رآه ، فسأله عن سبب تغيبه عن المدرسة ؟ فأجاب الأب نيابة عن ابنه : ما قيمة أن يفني عمره في التعليم ، ما دامت النتيجة واحدة ، وهي التعطيل عن العمل ، فأخته كانت شاطرة في المدرسة ، وتخرجت من الثانوية العامة بنسبة ( 90,7 % ) وهي الآن جالسة في البيت بدون عمل أو دراسة ، فالبحرين اليوم ليست لأبنائها .. وإنما هي للأجانب فقط ، والأفضل للولد أن يعمل ويكسب لنفسه بعض المال لعله ينفع نفسه بشيء في المستقبل ، خير له من فناء عمره في دراسة لا فائدة منها ؟!
أقول : هذا واقع مر ومؤلم جداً ، ولكن الحالة تحتاج إلى وعي وصبر، وإلا سوف تكون النتائج في المستقبل كارثية ، لأنهم اليوم يمارسون ضدنا التمييز الطائفي ، بغير مبرر معقول ، وعلى حساب الكفاءة ، وسوف يمارسونه ضدنا في المستقبل تحت عنوان الكفاءة ، لأننا غير متعلمين .
إنهم يخلقون المشاكل ضدنا ثم يعاقبوننا عليها !!
إن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق التاريخي الخطير جداً : هو أن نهتم بالتعليم ، وأن نضحي من أجله ببعض طعامنا ولباسنا ومسكننا .
علينا أن ندرك : بأن الواجب علينا هو أن نمتلك سلاح العلم والمعرفة ، الذي هو أقوى وأمضى سلاح ، وأن ندافع عن أنفسنا وحقوقنا بقوة العقول والمعرفة .. وليس بأية قوة أخرى ، وما لم نمتلك هذا السلاح النوعي ، لن نستطيع الخروج من المأزق التاريخي الذي أوقعونا فيه بغير وجه حق ، وسوف تزداد أحوالنا سوءً مع تزايد التحديات والصعوبات يوماً بعد يوم .
أيها الأحبة الأعزاء : عليكم بالتعليم .. عليكم بالتعليم .. عليكم بالتعليم ، ضحوا من أجله ، فهو السبيل الوحيد لخروجنا من المأزق التاريخي ، الذي أوقعونا فيه بغير وجه حق ، وعلى رموزنا العلمائية الكبيرة ، والقيادات وأصحاب التوجيه والإرشاد ، ورجال الأعمال والتجار والمحسنين ، أن يولوا هذا الموضوع جل اهتمامهم ، لأهميته القصوى .
عليهم أن يهتموا بالتعليم والتدريب والاستثمار في هذا الحقل المهم جدا لوجه الله ( جل جلاله ) عليهم أن يبذلوا فيه المال والجهد والتخطيط للخروج بأبناء جلدتهم من هذا المأزق الخطير ، قبل أن يستفحل ويستعصي على الحل والعلاج .