صبا الأسحار -[ مشرفة عالم الأنمي ]-
العمر : 27 دَولَتِيْ : عدد الرسائل : 773 مهنتي : طالبة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 04/04/2009 مزاجي اليوم : أوسمتي :
| موضوع: فن كتابة القصة 13/7/2009, 03:47 | |
| السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام
إليكم ثلاثة مواضيع مهمة لتتعلموا منهم كيفية كتابة القصص وكيفية التفنن في كتابة القصص
وهم
1 - فــن كتابة القصّـــة القصيــــرة .
2 - ست خطوات لكتابة قصة .
3 - كيف تجعل القارئ يستمتع بقراءة قصتك !
| |
|
صبا الأسحار -[ مشرفة عالم الأنمي ]-
العمر : 27 دَولَتِيْ : عدد الرسائل : 773 مهنتي : طالبة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 04/04/2009 مزاجي اليوم : أوسمتي :
| موضوع: رد: فن كتابة القصة 13/7/2009, 03:48 | |
| فــن كتابة القصّـــة القصيــــرة . .
أحبّتي ،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير .. : . .
هنا سنتحدث عن فن القصة القصيرة بجوانبه المتعددة ،،
القصة التي اخطأ البعض فظن انها سهلة المنال فكتبها بوحي من هذا الخطأ فتطفل كثيرون على هذا الفن الجميل،،
و خلط اخرون ما بينها وبين الخاطرة فوجدنا مسخ لاهو بقصة ولا هو بخاطرة ،، واخطأ اخرون فوجدنا هنا قصصا تشبه الاطفال الخداج غير مكتملي النمو،،
ستكون الموضوعات متعددة لكنها كلها تصب في هدف واحد وهو الرقي بهذا الفن الجميل...
: . .
بداية ،، سأطرح عليكم تعريفا بسيطا لماهية القصة ،، وعرض لأنواعها :
: . .
القصــــــة:
عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.
،’
تعريفها:
يعرفها بعض النقاد بأنها:
حكاية مصطنعة مكتوبة نثرا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو بغرابة أحداثها..
: . .
الأنواع القصصية:
1- الرواية:
هي أكبر الأنواع القصصية حجما..
،’
2- الحكاية :
وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
،’
3- القصة القصيرة:
تمثل حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة( وهي حديثة العهد في الظهور)..
،’
4- الأقصوصة:
وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.
،’
5- القصة:
وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز..
: . .
وهنا ...،،
إضاءات في دربنا
لتعلم فن رائع هو فن القصة القصيرة الذي " اخذ من الشعر توترة وكثافته ومن الفن الدرامي حركته وسرعة ايقاعه" كما قال بعض النقاد..
اولا:
كيف تتذوق القصة القصيرة ؟؟
،’
(إضاءات سريعة)
1- في البدء يجب قراءة القصة عدة مرات للتعرف الى مضمونها ومحاولة الوقوف على عناصرها وادواتها ولغة الكاتب فيها،،
ولا بأس من معرفة خلفية عن الكاتب تشي بمضامين قصصة ومفاهيمه وافكاره التي يعبر عنها في كتابته..
،’
2- لنعود الان الى عنوان القصة من حيث الجدة والتركيب والابتكار والعلاقة بينه وبين مضمون القصة وادواتها من (زمان ومكان وشخصية) واتفاقه مع الجو النفسي العام للقصة ....الخ..
،’
3-تاتي جملة الابتداء في القصة :
واهميتها تاتي بانها تقود القارئ الى الاقبال على القصة او النفور منها وقد تكون دليلا للحكم على اسلوب الكاتب ومنهجة ..
،’
4- الشخصية القصصية :
هل استطاع الكاتب رسم الشخصية بدقة ؟؟ بداية من اختيار الاسم وانسجام هذا الاسم مع صفات الشخصية او مستواها المادي او الاجتماعي او الثقافي وارتباطه بالبيئة او الموروث من عادات وتقاليد،،
وماهي وسائل الكاتب في اظهار هذه الشخصية ودرجة اقتناعنا بها وبالفكرة التي تحملها ؟..
،’
5- الحدث :
في القصة القصيرة يجب ان يكون هناك حدث رئيسي واحد حتى وان تعددت الاحداث الجزئية ،،
وهذا الحدث يجب ان ننتبه له من حيث الواقعية ومستوى معقوليته وفنية الكاتب في تجسيدة وتصويره ..
،’
6- الزمان والمكان :
فهل الزمان الذي يستغرقة الحدث زمن خارجي او نفسي داخلي ؟ وكيف عبر عنه القاص وهل للمكان دلالة ما في سياق القصة ؟
،’
7-الوحدة :
وحدة الهدف والحدث والانطباع فالفكرة الاساسية من القصة يجب ان تكون واضحة تماما وتستاثر اهتماما القارئ ولا تشتته وتدخله في اجواء القصة من البداية حتى اخر كلمة..
الوحدة عنصر مهم جدا تظهر منه حذاقة القاص وفنيته في كتابة قصة جيدة ..
،’
8-اللغة القصصية :
هذا ما يميز كاتب عن اخر،، فلكل كاتب لغة قصصية خاصة به ومفردات وتراكيب يلجأ اليها ..
فاللغة هي وسيلة الكاتب في ايجاد قصة ذات بنية جمالية وفنية تشي بالمضمون وتميز الكاتب في ذات الوقت..
: . .
: . .
كانت هذه بعض الاشارات السريعة للدخول الى عالم القصة القصيرة الجميل.. : . .
ثانيا:
كيف تكتب قصة قصيرة؟؟
1- أول مميزات القصة القصيرة هو حجمها ، فهي لا تزيد عادة عن عشرين أو ثلاثين صفحة ، كما قد تصغر إلى أن تكون صفحة أو صفحتين ، وهذا هو الحجم المناسب للنشر في مواقع شبكة ( الإنترنت ) .او حتى في الكتب..
،’
2- ومع أهمية الحجم ، فإنه ليس الفارق الجوهري ، بل إن أهم عناصر القصة القصيرة هو الفكرة أو الحدث الذي تقوم عليه القصة ،،
وأهم ما يميز الحدث فيها أنه مركز وبسيط ومختصر ، فإذا كانت القصة أو الرواية تشبه الشريط السينمائي في امتداده وتتابع مشاهده ،فإن القصة القصيرة تشبه المنظر الذي تلتقطه آلة التصوير دفعة واحدة ، ومن زاوية واحدة ..
،’
3- لكي يصل الكاتب إلى هذا التركيز والتكثيف الذي تتميز به القصة القصيرة فإنه :
أ- يختار مشهداً معيناً ، أو حادثاً ، أو شخصيّة في موقف أو ما شابه ذلك من جزئيات الحياة اليومية ..
ب- ثم يعطي هذا المشهد شكلاً فنيّاً له بداية ، وعقدة ، ونهاية يصلح التوقف عندها ..
،’
4- شخصيات القصة القصيرة محدودة وقليلة ، هي أحياناً شخصية واحدة أو شخصيتان ..
،’
5- والزمان الذي تمتد عليه حوادث القصة القصيرة محدود بيوم أو أيام ، وربما ساعات أو لحظات ..
،’
6- والمكان كذلك محدود ؛ لا يتعدى حدود البلد الحي ..
،’
7- والحدث الأساسي الوحيد ، أو الشخصية الرئيسية ، هو الذي يقود البناء اللغوي ..
،’
8- وإذا استعمل الحوار فإنه :
أ- يكون مختصراً ، يطوي دلالاته ورموزه في أقل قدر من الكلمات ..
ب- ويكشف عن طبائع الشخصيات وسماتها النفسية متضامناً مع الحركة الحسيّة والتحليل النفسي ، والوصف الخارجي ..
،’
9- وتنتهي القصة القصيرة عادة بلحظة التنوير ، وهي التي تمثل ختام الحادث ..
،’
10- وبقدر ما يكون الختام طريفاً ومفاجئاً ومرتبطاً بما مضى من القصة تكون روعته وتوفيقه ..
،’
11- كما أن استطاعة القارئ أن يعرف نهاية القصة قبل أن ينهي قراءتها يفسدها تماماً ..
: . .
: . .
وهذه بعض النصائح لكتابة القصه القصيرة:
هل قرأت يوما كتابا .. وقلت في نفسك ( حبذا لو أكتب أنا أيضا قصة ؟ ) .. تعالوا معي ..
لنترجم الحلم .. الى واقع .. فلست بحاجة الى كمبيوتر لتكتب القصة .. كلما تحتاجه هو:
الإرادة ..
الفكر ..
الهدوء ..
والورقة والقلم ..
لكتابة قصة !!!
،’
مستعدون .. اذن هيــــا بنــــا ...
: . .
: . .
الإلهــــــــــام :
حاول أن تستلهم وتستوحي من مخيلتك أجواء القصة والأحداث . ومن المهم أن تكون الفكرة جيدة وشائقة لنجاح القصة ..
تذكــــر :
ابق دفتر ملاحظات وقلم في متناول يدك في أي مكان . دون دائما الأفكار التي تخطر في بالك ،،
اقرأ كتبا متنوعة لتكوّن مجموعة واسعة من الأفكار التي يمكن أن تفيدك ..
،’
البدايــــــــة :
يمكنك أن تحدد مجموعة من الأفكار التي ستشكل القصة ، فترسم مخططا واضحا عما تريد الكتابة عنه . كما يمكنك أن تبدأ الكتابة .. وتترك تطور الأحداث حسب الشخصيات ..
استوحي القصة من حادثة حصلت معك أو أمامك .. أو مع أحدهم وامزج الواقع بالخيال ..
تذكر جيدا :
أن لكل قصة بداية وعقدة ونهاية . ويمكنك أن تبدأ من النهاية ثم تسرد الأخبار كما حصلت ..
،’
البطل أو البطلة :
من هم أبطال قصتي ؟ حدد هوية كل شخصية بالتفصيل . دون الأسماء وارسم لكل شخصية طباعها وأفكارها لتتعرف إليها عن كثب ..
لتتمكن من رسم صورة محددة .. اختار الأسماء لهم .. أو ابتكر أسماء وهمية ..
،’
قاوم التعــب :
اذا شعرت بأنك مسجون داخل فكرة .. ولا تعرف كيف تعبر عنها .. أو أن قلمك عاد لا يسرح على الورق وجفت الأفكار .. خذ قسطا من الراحة .. اخرج من المنزل .. اعمل أي شيء ..
ولكن لا تمسك كتابا !!! ولا تخف فخ النسيان .. بعد الراحة ستعود الأفكار الى ذهنك حتما ...
،’
القــــــــراءة :
بعد انهاء القصة التي كتبتها .. اترك الفكرة بضعة أيام وانسها تماما ثم عاود قراءتها ..
ستلاحظ مجموعة من الأخطاء الإملائية .. كما أنك ستضيف تعديلات أساسية أو ثانوية على القصة .. قد تغير مجرى الأحداث .. كذلك يمكن أن تكون دون تأثير ..
ستشعر حتما بالرضى عن النتيجة النهائية التي تحصل عليها .. ولا تبدأ القصة الثانية إلا بعد مرور وقت طويل من الراحة والاستجمــــــــام .. | |
|
صبا الأسحار -[ مشرفة عالم الأنمي ]-
العمر : 27 دَولَتِيْ : عدد الرسائل : 773 مهنتي : طالبة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 04/04/2009 مزاجي اليوم : أوسمتي :
| موضوع: رد: فن كتابة القصة 13/7/2009, 03:49 | |
| ست خطوات لكتابة قصة
أولا: كيف أحصل على المادة الخام؟
لا بد أن يتمتع الكاتب بروح الطفل الذي يكتشف الأشياء من حوله لأول مرة بكثير من السذاجة وكثير من الجرأة وكثير من الرغبة في المعرفة، إنه لا يكتفي بالنظر العابر، ولا يكف عن إطلاق التساؤلات وبأقصى قدر من النباهة واللجاجة، كما أنه أبدا لا يصل إلى إجابات مقنعة.. تماما كما لا تستهويه تلك الإجابات الجاهزة...
لا يمكن للكاتب أن يكون كالإنسان العادي يمر على الأشياء والأحداث مرور الكرام.. في العراك يهتم الجميع بفض الاشتباك أو على الأقل المتابعة البليدة إلا الكاتب... فهو يتابع العيون والوجوه.. التهديدات.. حتى السباب والشتم يتابعه بشغف.. يترصد الخوف في العيون.. والجبن والتخاذل أو الجبروت والتسلط.. ربما تذكر موقفًا مشابهًا أو أوحى إليه ذلك بفكرة قصة أو خاطرة.. لا يهم أن تكون قريبة أو بعيدة عن الحدث ربما صور هذا الشجار ذاته في أحد أعماله وبكل تفاصيله.. وربما قفز منها إلى فكرة التنازع على السلطة، أو حتى صراع الدول.
إن الكاتب يركب المواصلات العامة فلا يضيق بالزحام كالآخرين بل يلتهم الناس من حوله تأملا.. يرى اللص وعلامات الريبة على وجهه ويرى السائق والضيق ينهشه، ويرى العامل البسيط يعود من عمله منهك القوى وقد كلله العرق.. ويرى الفلاحة تبيع الزبد داخل الحافلة، ويرى... ويرى... لتكون تلك مادته التي يتكئ عليها حين يشرع في عمل.
وحسب نصيحة أحد الكتاب "اختبر فيك بديهة الطفل ورويّة الشيخ. طوّر قابليتك على رؤية المخلوقات والكائنات، انظرها -كل حين- وكأنك تراها لأول مرة... اعتياد الرؤية يقتل الأشياء يحنّطها، اخرج من شرنقة الاعتيادي والروتيني، لتكون كاتباً متفرداً".
إنه لا يرى في الشحاذ قذره وبطالته وملابسه الرثة، بل قد يرى فيه المجتمع الظالم.. والفساد الاقتصادي بل ووطنه الفقير أيضًا، وعامة فالكاتب الجيد هو ذاك الذين يجيد الإصغاء بجوارحه جميعًا لكل ما حوله، الطبيعة والبشر والناس والحيوانات والجماد أيضًا.
ثانيا: قبل كل قصة تكتبها اقرأ 10 كتب
لا بد للكاتب أن يقرأ ثم يقرأ ويقرأ ثم يعاود القراءة... وهذا ليس تكرارا لكن المراد القراءات المختلفة التي لا تغني إحداها عن الأخرى.. قراءة المتعة وقراءة الإفادة وقراءة المعرفة وقراءة الوقوف على نقاط الضعف والقوة.. إن الكاتب الجيد هو متذوق جيد بالأساس ثم هو ناقد جيد يعرف كيف يفهم العمل الفني، وهو حين يعجب بعمل ما وبقيمته الفنية يعرف كيف استطاع كاتبه أن يجوِّد عمله.. وما الذي أسهم في إعطائه تلك القيمة.
لا تعني القراءة هنا القراءة في الأدب فقط، لكن القراءة في الرياضة والسياسة والاقتصاد والتاريخ وغير ذلك من العلوم الإنسانية هي رصيد لا بد أن يضاف لك، وتبعا لكاتب فرنسي فإنه أثناء قراءته يتساءل: "ما الذي حبّب هذا الكتاب إليه؟ ما الذي كرّهه فيه؟ لماذا أثاره هنا وحرّك كوامن حزنه؟ كيف انتهج المؤلف أسلوبه ذاك؟ هل الأسلوب سلس أو معقّد، مبهم أم واضح؟ كيف تمَّ بناء الشخصيات وهندسة الأحداث، هل الحوارات مقنعة والسرد وافٍ، هل هي ضامرة وشاحبة لم تروِ ظمأ ولا أشبعت فضولاً؟".
ثالثا: ما الذي تريد أن تقوله؟
لا بد أن تقول شيئا لا يهم ماهية هذا الشيء يمكن أن يكون رأياً أو فكرة، أو فلسفة، أو دعوة أو تحذيراً أو حتى "نكتة"، بل يمكن أن يكون هذا الشيء هو اللاشيء… لكن المهم أن يكون هذا اللاشيء واضحا في ذهن صاحبه.. ولا نعني إلا أن الكاتب يمكن أن يعبر عن شاب ضاع هدفه وفقد بوصلته في الحياة ويختار الكاتب لذلك أن يكتب بلغة لا تعطي شيئا ولا تكون إلا أكوامًا من كلمات وحروف لينقل للمتلقي شعور الضياع والتشتت.. إن كافكا الكاتب الصهيوني سمي بالكاتب الكابوسي؛ لأن ما يكتبه يحاول أن يشرك القارئ معه في معاناة وضيق وهذا ما دارت حوله كل أعماله، وليس أدل على نجاحه من أن يقول الكاتب الفرنسي "جان جينيه": "يا له من حزن! لا شيء يمكن فعله مع كافكا هذا، فكلما اختبرته واقتربت منه أراني أبتعد عنه أكثر"؛ فالرجل نجح في إحباط قرائه ونقل الكابوس إليهم ورغم أن ذلك يبدو للبعض هدفا سيئا فإننا لا بد أن نبتعد عن تصنيف أهداف الكتاب إلى أهداف خيرة وأهداف شريرة لأنها ببساطة أهدافهم وهم أحرار حيالها.
رابعًا: أين تكتب؟
بيت عند سفح جبل أو على شاطئ بحر.. غرفة ريفية منعزلة أو مقهى في ميدان مزدحم… لا يهم فإن شرطاً ثابتاً لنوعية مكان الكتابة ومواصفاته، لهو شرط عقيم لا يحالفه النجاح. ببساطة لأن لكل إنسان طريقة ما تناسبه وتفجر ما عنده؛ فالبعض يشترط على نفسه مكانا معينا والبعض قد يكتب في الأتوبيس.. إن شاعرا كبيرا كأمل دنقل وقاصا عظيما مثل يحيى الطاهر عبد الله كانا يكتبان على أظهر أغلفة علب السجائر، وربما التقط أحدهما ورقة من الرصيف الذي يمشي بجانبه ليسارع بتسجيل ما خطر له من نصوص.
وأنت أيها المبدع الواعد اكتب في المكان الذي يحلو لك الجلوس فيه، لا تقلّد أحداً ممن سبقك ولا تُعر انتباهاً لمن ينصحك في مثل هذه الجزئية، فلا تشترط الكتابة إلا جالساً على مكتب فخم ومرتب وعليه آنية بزهور يانعة، كما يفعل محمد حسنين هيكل. ولا تكتب إلا جالساً على أريكة صلدة كما كان يحلو لطه حسين إملاء كتبه على سكرتيره، أو تصرّ على الكتابة في ركن المطبخ كما فعلت فرجينيا وولف التي لم تشترط للكتابة إلا: "ركنا منعزلا وكرسيا ومنضدة للكتابة"، ومن طريف ما يذكر عنها أن كثيراً مما كتبت سجلته على حواف تذاكر القطار، وعلى العكس فإن الجاحظ لم يكن ليبدع إلا حين يؤجر دكاكين الورّاقين ويبيت فيها، ليتمكن من الكتابة، وخلاصة الأمر أنه لو كان بداخلك شيء فسيخرج في أي ظرف وتحت أي ضغط.. وإذا لم يكن هناك شيء فمهما فعلت ووفرت له الظروف فصدقني ستتعب ولن تجني شيئا ذا بال.
خامسًا: كن الراوي الذي تريد؟
للقصة أنواع مختلفة.. من حيث الراوي فيمكن أن يكون الراوي هو البطل كأن يبدأ الكاتب الحديث على لسان البطل، يلبس سراويله وينام في فراشه، يتحدث حديثه ويمارس عاداته وهواياته. يتلكأ في الكلام أو يعرج أثناءه يحب أكل اللحوم ويهوي مشاهدة أفلاك الغرب الأمريكي...
ويمكن أن يكون الكاتب راوية فحسب.. لا يعدو أن يكون مراقباً نزيهاً وراصداً لحركات البطل أو الأبطال متابعاً سير الأحداث، دون أن يتدخل في السياق، فلا يفرض عليهم رأياً ولا يقدم لهم مشورة. محافظاً على ذاك البعد المحسوب والمسافة الدقيقة التي تفصله عنهم. إنه غريب عنهم، لكنه بينهم.
ومن الممكن أيضا أن يتقمص الكاتب روح كل كائنات القصة وأبطالها، يفصح عما في خلجاتهم ويدور مع نزعاتهم وبجميع الألسنة أو تعدد اللهجات.
سادسًا: كيف تنهي قصتك؟
النهاية البليغة لها تأثير كبير.. فالنهاية هي آخر ما يطالعه القارئ وبالتالي يمكن أن تكون الشيء الأكثر جاذبية فيها.. ولا نبالغ إذا قلنا بأن أحد أهم عناصر نجاح القصة نهايتها الموفقة، والنهاية الموفقة هي التي يمتد أثرها ولا يتبدد مع آخر كلمة لها.. يختار البعض أن تكون النهاية مخيبة لآمال القارئ بأن تسير به في اتجاه مغاير تماما لما يوجهه إليه العمل ككل.. ورغم إحباط القارئ فإنه يستبطن إعجابا بهذا القاص اللطيف الذي خدعه.. كأن يتحدث أحدهم عن محبوبته الغائبة ومعاني الشوق والعشق ثم تكتشف في النهاية أنه يتحدث عن ساقية أرضه.
ويمكن أن تكون النهاية مفتوحة تستدعي من المتلقي الاشتراك في العمل بعد نهايته بأن يسرح هو بخياله مع العمل ليتمه أو ليتناقش معه... والبعض يختار النهاية الدائرية بأن ينهي بجملة هي ذاتها التي بدأ بها ربما ليدلل على تكرار الحدث مرات ومرات، ويمكن أن نختم بما قاله أحد الكتاب "خبئ للقارئ دائماً في خاتمة القصة قطعة مُرّ أو حلوى.. قبلة أو صفعة، خبئ له مفاجأة ـ ولو صغيرة ـ تكون آخر هداياك له". ست خطوات لكتابة قصة
أولا: كيف أحصل على المادة الخام؟
لا بد أن يتمتع الكاتب بروح الطفل الذي يكتشف الأشياء من حوله لأول مرة بكثير من السذاجة وكثير من الجرأة وكثير من الرغبة في المعرفة، إنه لا يكتفي بالنظر العابر، ولا يكف عن إطلاق التساؤلات وبأقصى قدر من النباهة واللجاجة، كما أنه أبدا لا يصل إلى إجابات مقنعة.. تماما كما لا تستهويه تلك الإجابات الجاهزة...
لا يمكن للكاتب أن يكون كالإنسان العادي يمر على الأشياء والأحداث مرور الكرام.. في العراك يهتم الجميع بفض الاشتباك أو على الأقل المتابعة البليدة إلا الكاتب... فهو يتابع العيون والوجوه.. التهديدات.. حتى السباب والشتم يتابعه بشغف.. يترصد الخوف في العيون.. والجبن والتخاذل أو الجبروت والتسلط.. ربما تذكر موقفًا مشابهًا أو أوحى إليه ذلك بفكرة قصة أو خاطرة.. لا يهم أن تكون قريبة أو بعيدة عن الحدث ربما صور هذا الشجار ذاته في أحد أعماله وبكل تفاصيله.. وربما قفز منها إلى فكرة التنازع على السلطة، أو حتى صراع الدول.
إن الكاتب يركب المواصلات العامة فلا يضيق بالزحام كالآخرين بل يلتهم الناس من حوله تأملا.. يرى اللص وعلامات الريبة على وجهه ويرى السائق والضيق ينهشه، ويرى العامل البسيط يعود من عمله منهك القوى وقد كلله العرق.. ويرى الفلاحة تبيع الزبد داخل الحافلة، ويرى... ويرى... لتكون تلك مادته التي يتكئ عليها حين يشرع في عمل.
وحسب نصيحة أحد الكتاب "اختبر فيك بديهة الطفل ورويّة الشيخ. طوّر قابليتك على رؤية المخلوقات والكائنات، انظرها -كل حين- وكأنك تراها لأول مرة... اعتياد الرؤية يقتل الأشياء يحنّطها، اخرج من شرنقة الاعتيادي والروتيني، لتكون كاتباً متفرداً".
إنه لا يرى في الشحاذ قذره وبطالته وملابسه الرثة، بل قد يرى فيه المجتمع الظالم.. والفساد الاقتصادي بل ووطنه الفقير أيضًا، وعامة فالكاتب الجيد هو ذاك الذين يجيد الإصغاء بجوارحه جميعًا لكل ما حوله، الطبيعة والبشر والناس والحيوانات والجماد أيضًا.
ثانيا: قبل كل قصة تكتبها اقرأ 10 كتب
لا بد للكاتب أن يقرأ ثم يقرأ ويقرأ ثم يعاود القراءة... وهذا ليس تكرارا لكن المراد القراءات المختلفة التي لا تغني إحداها عن الأخرى.. قراءة المتعة وقراءة الإفادة وقراءة المعرفة وقراءة الوقوف على نقاط الضعف والقوة.. إن الكاتب الجيد هو متذوق جيد بالأساس ثم هو ناقد جيد يعرف كيف يفهم العمل الفني، وهو حين يعجب بعمل ما وبقيمته الفنية يعرف كيف استطاع كاتبه أن يجوِّد عمله.. وما الذي أسهم في إعطائه تلك القيمة.
لا تعني القراءة هنا القراءة في الأدب فقط، لكن القراءة في الرياضة والسياسة والاقتصاد والتاريخ وغير ذلك من العلوم الإنسانية هي رصيد لا بد أن يضاف لك، وتبعا لكاتب فرنسي فإنه أثناء قراءته يتساءل: "ما الذي حبّب هذا الكتاب إليه؟ ما الذي كرّهه فيه؟ لماذا أثاره هنا وحرّك كوامن حزنه؟ كيف انتهج المؤلف أسلوبه ذاك؟ هل الأسلوب سلس أو معقّد، مبهم أم واضح؟ كيف تمَّ بناء الشخصيات وهندسة الأحداث، هل الحوارات مقنعة والسرد وافٍ، هل هي ضامرة وشاحبة لم تروِ ظمأ ولا أشبعت فضولاً؟".
ثالثا: ما الذي تريد أن تقوله؟
لا بد أن تقول شيئا لا يهم ماهية هذا الشيء يمكن أن يكون رأياً أو فكرة، أو فلسفة، أو دعوة أو تحذيراً أو حتى "نكتة"، بل يمكن أن يكون هذا الشيء هو اللاشيء… لكن المهم أن يكون هذا اللاشيء واضحا في ذهن صاحبه.. ولا نعني إلا أن الكاتب يمكن أن يعبر عن شاب ضاع هدفه وفقد بوصلته في الحياة ويختار الكاتب لذلك أن يكتب بلغة لا تعطي شيئا ولا تكون إلا أكوامًا من كلمات وحروف لينقل للمتلقي شعور الضياع والتشتت.. إن كافكا الكاتب الصهيوني سمي بالكاتب الكابوسي؛ لأن ما يكتبه يحاول أن يشرك القارئ معه في معاناة وضيق وهذا ما دارت حوله كل أعماله، وليس أدل على نجاحه من أن يقول الكاتب الفرنسي "جان جينيه": "يا له من حزن! لا شيء يمكن فعله مع كافكا هذا، فكلما اختبرته واقتربت منه أراني أبتعد عنه أكثر"؛ فالرجل نجح في إحباط قرائه ونقل الكابوس إليهم ورغم أن ذلك يبدو للبعض هدفا سيئا فإننا لا بد أن نبتعد عن تصنيف أهداف الكتاب إلى أهداف خيرة وأهداف شريرة لأنها ببساطة أهدافهم وهم أحرار حيالها.
رابعًا: أين تكتب؟
بيت عند سفح جبل أو على شاطئ بحر.. غرفة ريفية منعزلة أو مقهى في ميدان مزدحم… لا يهم فإن شرطاً ثابتاً لنوعية مكان الكتابة ومواصفاته، لهو شرط عقيم لا يحالفه النجاح. ببساطة لأن لكل إنسان طريقة ما تناسبه وتفجر ما عنده؛ فالبعض يشترط على نفسه مكانا معينا والبعض قد يكتب في الأتوبيس.. إن شاعرا كبيرا كأمل دنقل وقاصا عظيما مثل يحيى الطاهر عبد الله كانا يكتبان على أظهر أغلفة علب السجائر، وربما التقط أحدهما ورقة من الرصيف الذي يمشي بجانبه ليسارع بتسجيل ما خطر له من نصوص.
وأنت أيها المبدع الواعد اكتب في المكان الذي يحلو لك الجلوس فيه، لا تقلّد أحداً ممن سبقك ولا تُعر انتباهاً لمن ينصحك في مثل هذه الجزئية، فلا تشترط الكتابة إلا جالساً على مكتب فخم ومرتب وعليه آنية بزهور يانعة، كما يفعل محمد حسنين هيكل. ولا تكتب إلا جالساً على أريكة صلدة كما كان يحلو لطه حسين إملاء كتبه على سكرتيره، أو تصرّ على الكتابة في ركن المطبخ كما فعلت فرجينيا وولف التي لم تشترط للكتابة إلا: "ركنا منعزلا وكرسيا ومنضدة للكتابة"، ومن طريف ما يذكر عنها أن كثيراً مما كتبت سجلته على حواف تذاكر القطار، وعلى العكس فإن الجاحظ لم يكن ليبدع إلا حين يؤجر دكاكين الورّاقين ويبيت فيها، ليتمكن من الكتابة، وخلاصة الأمر أنه لو كان بداخلك شيء فسيخرج في أي ظرف وتحت أي ضغط.. وإذا لم يكن هناك شيء فمهما فعلت ووفرت له الظروف فصدقني ستتعب ولن تجني شيئا ذا بال.
خامسًا: كن الراوي الذي تريد؟
للقصة أنواع مختلفة.. من حيث الراوي فيمكن أن يكون الراوي هو البطل كأن يبدأ الكاتب الحديث على لسان البطل، يلبس سراويله وينام في فراشه، يتحدث حديثه ويمارس عاداته وهواياته. يتلكأ في الكلام أو يعرج أثناءه يحب أكل اللحوم ويهوي مشاهدة أفلاك الغرب الأمريكي...
ويمكن أن يكون الكاتب راوية فحسب.. لا يعدو أن يكون مراقباً نزيهاً وراصداً لحركات البطل أو الأبطال متابعاً سير الأحداث، دون أن يتدخل في السياق، فلا يفرض عليهم رأياً ولا يقدم لهم مشورة. محافظاً على ذاك البعد المحسوب والمسافة الدقيقة التي تفصله عنهم. إنه غريب عنهم، لكنه بينهم.
ومن الممكن أيضا أن يتقمص الكاتب روح كل كائنات القصة وأبطالها، يفصح عما في خلجاتهم ويدور مع نزعاتهم وبجميع الألسنة أو تعدد اللهجات.
سادسًا: كيف تنهي قصتك؟
النهاية البليغة لها تأثير كبير.. فالنهاية هي آخر ما يطالعه القارئ وبالتالي يمكن أن تكون الشيء الأكثر جاذبية فيها.. ولا نبالغ إذا قلنا بأن أحد أهم عناصر نجاح القصة نهايتها الموفقة، والنهاية الموفقة هي التي يمتد أثرها ولا يتبدد مع آخر كلمة لها.. يختار البعض أن تكون النهاية مخيبة لآمال القارئ بأن تسير به في اتجاه مغاير تماما لما يوجهه إليه العمل ككل.. ورغم إحباط القارئ فإنه يستبطن إعجابا بهذا القاص اللطيف الذي خدعه.. كأن يتحدث أحدهم عن محبوبته الغائبة ومعاني الشوق والعشق ثم تكتشف في النهاية أنه يتحدث عن ساقية أرضه.
ويمكن أن تكون النهاية مفتوحة تستدعي من المتلقي الاشتراك في العمل بعد نهايته بأن يسرح هو بخياله مع العمل ليتمه أو ليتناقش معه... والبعض يختار النهاية الدائرية بأن ينهي بجملة هي ذاتها التي بدأ بها ربما ليدلل على تكرار الحدث مرات ومرات، ويمكن أن نختم بما قاله أحد الكتاب "خبئ للقارئ دائماً في خاتمة القصة قطعة مُرّ أو حلوى.. قبلة أو صفعة، خبئ له مفاجأة ـ ولو صغيرة ـ تكون آخر هداياك له".
| |
|
صبا الأسحار -[ مشرفة عالم الأنمي ]-
العمر : 27 دَولَتِيْ : عدد الرسائل : 773 مهنتي : طالبة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 04/04/2009 مزاجي اليوم : أوسمتي :
| موضوع: رد: فن كتابة القصة 13/7/2009, 03:50 | |
| كيف تجعل القارئ يستمتع بقراءة قصتك!
اذا اردت أن تكتب قصة مشوقة يقبل عليها الناس ويستمتعون بقرائتها عليك باتباع الآتي
* اختر موضوعا جميلا وذا مغزى واضح .
* اكتبه ببساطة وبطريقة متأنية لاتكن متعجلا في السرد .
* اهتم بالاسلوب الذي تكتب به الرواية وحاول ان تتجنب
الإسهاب في السرد الذي لايضيف للمعنى جديدا .
*حاول ان تكون الأسطر متباعدة قليلا لكي لا تجهد عين المتلقي فينصرف عن اكمال الرواية .
* سيكون جميلا لو أضفت صورا أو رموزا .
* ليس شرطا أن تكون القصة طويلة من 30 أو 50 سطر لتصبح قصة متكاملة فقد تكون قصة قصيرة من 5 او 6 أسطر ومصاغة بطريقة جذابة لها معنى جميلا متكاملا .
* لا تهتم بالمعنى على حساب الأسلوب بحيث يتحول الأسلوب الى اسلوب اخباري بدل من قصصي جميل طبعا لك الحرية باختيار التعبير الذي يلائمك فاللغة العربية ملئية بالمترادفات والتعابير الجميلة.
* لا تحقر ولاتستصغر موهبتك فلكل منا موهبة وإن أحببت قراءة القصص فبإمكانك كتابتها في حال صقلتها بالقراءة والاجتهاد .
* اقرأ لأي كاتب كبير أنت تحبه .
* ليس ضروريا أن تكون قصة حقيقية بل من الرائع أن يصوع خيالك رواية جميلة ككل الكتاب والأدباء | |
|
صبا الأسحار -[ مشرفة عالم الأنمي ]-
العمر : 27 دَولَتِيْ : عدد الرسائل : 773 مهنتي : طالبة السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 04/04/2009 مزاجي اليوم : أوسمتي :
| موضوع: رد: فن كتابة القصة 13/7/2009, 03:58 | |
| و فقطـ
أتمنى أني قد افدتكم بهاذا الموضوع
لكمـ خالص شكري و تحياتي و تقديري | |
|