الدُّرة المـضيئة { مدح الحضرة النبـوية
●
●●●●
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين وصلوات اللهِ على محمدِ وآله .
تقديم : حاولت أن أستجَدي قلمي الضعيفُ صقله , والبائسُ في لـُجة الحِبر حـَرفه , في أن أنثر أحرفي في خاطرةٍ لمدح حبيبٌ الله - محمدُ المصطفى - ولكن القلم أبىّ أن يُطاوعِنَيِّ على ما عزمت و وكنت أشاء وأجاب قائلاً : إن مدح رسول الله الأعظم ليس إلى الوفاء بحقه سبيل ، فقلت له مجيباً : إنه كذلك غيرُ يسير وإنني أرسلت عذراً إلى مقام النبوة ودوحة الكرامة فيما بدر منِّا من التقصير فيما قد نكتب هنا .
وإنما الدافع الأول في هذا هو أن نستَلِّذَ بذكر المصطفى ونستشفي بطب عِلمهِ الأعلى ونرتقي بمدحه شرفا اسمى .
مديحك القول يشفي السامعين له ** وغير مدحك فهو القال والقيل
يــزداد من مدحك التالي له شرفا ** كأنمـــا هـــو تسـبيــح وتهليــل.
فكتبتُ هنا وانا على وجَلْ وكلّمَا كتبتُ سطراً أشطُبه لِقُصرِِ مَعناهُ عن الوفاء بمَقام النبوة وكلّمَا أسهبتُ فيهِ رأيتُ أنه أشدُ الإختصار وإذا كلُ إختصارٍ بين الكلام إلى القصد ما وصلْ , وكلُ إسهابٍ رأيتُ أنه إحتاجَ إلى أطولْ .
هذا ما أستطعَتُ أن أغترفه - بيدي العاجزةُ - من بحار النُبوة الزَّاخِرة , وهو قطرةُ من مَطرة البحر الزَّخار ونفحةُ من عِطر كمال شمّائِل الأخبار.
قالوا أمتـــدح سيـد الكونين قلت لهم ** يجِّل عن كلَمّي قدراً وأشعاري
ماذا عســـاه يقول المادحــون وقد ** أثنُـّي عليه بما أثنــى به البـاري.
•°•° •°•° •°•° •°•°
أبيضُ نورُ طلعَّتهِ , بنُورهِ يُسَتسقى الغمام ُ , نورُ جَبيِّنهِ ثمَالُ اليتامى وعِصَمُ الأراملْ ، هوَ الُنورُ في الَخلَقِ والُخلُقِ .
هو ملاذُ للقلوبِ ونِعمةُ للفواضلْ ، لم يزل للدنيا جمالاً وشمس ضحى , ولم يزل بدرا نيرا , وزينة للأرض وسراجا منيرا .
فمنْ مِثَلهُ في الناسِ ؟!
إذا نادى كلاً بما لديه من الفضائلْ ، هو ذروةُ الفضل ِ وهو في الفضلْ أرومةً تَقصُر عنها سَورَةُ المـُتطاولْ :
إذا اجتمعـت يوماً قـريش لـمفـخرـِ ** فـعبـدمنـاف سرهـا وصـميمـهـا
وإن حصـلت أشراف عبدمنافها ** فـفـي هـاشـمٍ أشـرافهـا وقـديـمـها
وإن فـخـرت يوماً فـإن مـحـمـدا ** هو المصطفى من سرها وكريمها.
أيُ فخرٍ دونهُ وقد إصطفاه الله من قبل الخلق طُراً وانزلُه نوراً ، فأسكنهُ صُلب آدم وقلَّبهُ في أصلاب الرجال الأخيار الحسنة وأرحام الأمهات الأطهار المطهرة .
أخذ الله ميثاقه بالنبوة وبالإسلام عهَدهُ ونشر في التوارة والإنجيل ذكرهُ وبين كل نبي صفتهُ .
هو حبيب الله من بين كل الأنبياء , وهو أكمل خلق الله اجمعين وحامل لواء الحمد في يوم الدين ، هو أول الشفعاء والمشفعين ، وهو أكرم الأولين والآخرين .
هو للقلوب شفاء , هو للعقول ضياء , روحي لروحهٍ الفداء , بأبي ما أبر وأطهر , بأبي ما أحن و أرحم من الأم والآباء .
أشرقتِ الأرضُ بنُورهِ والغمامُ لوجههْ ، شق الإله له من اسمائهٍ فذو العرش محمودُ وهو محمدْ .
أدبّةُ الله فأحسن تأديبهْ , وأثنى عليه بأعظم الثناء إذا قال { وإنك لعلى خلق عظيم } ومن أعظم الله له الذِّكر كان حقاً أعظم العظماء .
أغرُ عليهِ من النُبوة خاتــم ** من الله مـيمـون يلـوح ويشــهد
وشـق لـه من اسمه ليجله ** فذو العرش محمود وهذا محمد.
ذو رأفةٍ ورحمـة , كريم الطبع ، بسام الثنايا ، حميد الفعل محمود الصفاتِ ، جوادُ الكفٍ واسع الصدر ، ذو عفوٍ وإصلاحِ , واصلُ للرحمِ قاطعٌ للأعداءِ , عافٍ عن الناس ذوي الأخطاء - في حقـه - والعافي في حقه عن الظلمِ ، ذو الصبر على نوائب الدهر .
قبس من الصحراء شعشع نوره ** فجلا ظلام الجهل عن دنيانا
ومشى وفي أردانه عبق الهدى ** وأريج فضل عطر الأكوانــا .
عليهِ صلَّ الله مهما دام أثواب الدجى , وما تعاقب ليل مع نهار , وكلما أشرقت شمسُ في الضحى وعلى الآل الكرام الطيبين مالطير على الأغصانِ شدى .
أخيراً
أنا فيكَ يا طـه يمـآني الهوى *^^* إن صـار يحكي سيد الشهداءِ
أنا مـن بني الأطهار روحـاً لم *^^* تـزل تــزداد حٌباً عند كلٍ بـلاءِ