ღǒღ مـكـانـة الحـب فـي الــله ღǒღ
الحب في الله جوهرة ثمينة أولاها الله تعالى صفوة أوليائه وخيرة خلصائه، أما أن تجد هذا النوع من الحب في غيرهم فلا، فهذا النوع من الحب لا يكون بين الكفار، ولا بين أهل البدع ، فإن الله تعالى لا يصب ذلك الحب في قلوبهم أبدا، ما بقوا على الكفر، انظري إلى قوله تعالى: {فّأّغًرّيًنّا بّيًنّهٍمٍ العّدّاوّةّ وّالًبّغًضّاءّ إلّى يّوًمٌ القٌيّامّةٌ} [المائدة:14] وقوله تعالى: {تّحًسّبٍهٍمً جّمٌيعْا وّقٍلٍوبٍهٍمً شّتَّى} [الحشر:14] فأينما تجد تجمعا للكفار أو لأهل البدع فلا يغرنك كثرته، ولا يرهبنك أمره، فهو سراب بقيعة، أو ظلمات في بحر لجي، أو رماد اشتدت به الريح، سرعان ما يزول ويتبدد. وأنى لهم المحبة الصادقة؟ ومن يلقيها في قلوبهم؟ فإنها لا تكون لهم من الله تعالى.
حرمان غير المؤمنين من حب الله وحب أوليائه:
وكيف يحبهم الله وقد آذوه وسبوه وكذبوه؟ أنى لليهود بحب الله تعالى؟ وقد قالوا {يّدٍ اللهٌ مّغًلٍولّةِ} [المائدة:64] وقالوا: {إنَّ الله فّقٌيرِ ونّحًنٍ أّغًنٌيّاءٍ} [آل عمران:181] وأنى للصليبيين محبة الله تعالى مع قولهم: {اتَّخّذّ الرَّحًمّنٍ وّلّدْا} [مريم:88] وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري وغيره عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: «كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان وأما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحاني أن اتخذ صاحبة أو ولدًا».. فلا يمكن أبدا أن يجتمع في القلب محبة الله تعالى وسبابه والاستهزاء بدينه في آن واحد، ومن ظن ذلك فهو جهمي جاهل لا يدري معنى الإيمان على حقيقته.
ولا يمكن لهؤلاء أن يحبهم الرسل ولا أولياء الله الصالحون؛ لأنهم كذبوهم وآذوهم وعادوا الحق الذي جاءوا به؛ ولذا كان من الضروري الجهر بمعاداة هؤلاء، والتصريح بالبراءة منهم، وعدم موالاتهم، تأسيًا بقول إبراهيم عليه السلام لقومه، والذي زكاه رب العزة سبحانه كما في قوله تعالى: {قّدً كّانّتً لّكٍمً أٍسًوّةِ حّسّنّةِ فٌي إبًرّاهٌيمّ وّالَّذٌينّ مّعّهٍ إذً قّالٍوا لٌقّوًمٌهٌمً إنَّا براء مٌنكٍمً وّمٌمَّا تّعًبٍدٍونّ مٌن دٍونٌ الله كّفّرًنّا بٌكٍمً وّبّدّا بّيًنّنّا وّبّيًنّكٍمٍ پًعّدّاوّةٍ وّالًبّغًضّاءٍ أّبّدْا حّتَّى تٍؤًمٌنٍوا بٌاللَّهٌ وّحًدّهٍ} [الممتحنة:4] وهذا أيضا ينصرف إلى أهل البدع حتى يدعوا بدعتهم، ويهجروا إفكهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» [متفق عليه] وعلى ذلك جرى عمل السلف الصالح رضي الله عنهم، فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول ليحيى بن يعمر لما أخبره بقول معبد الجهني: «لا قدر وأن الأمر أنف» يعني: «مستأنف» يشير بذلك إلى تكذيب علم الله الأزلي قال: «أخبر هؤلاء أني بريء منهم وأنهم برآء مني» [متفق عليه].
من هذا أختي الطالبة ندرك أنه يجب علينا عدم محبة أعداء الإسلام و المسلمين وألا نعجب بهم أو بأعمالهم ، كما نرى الآن من الأعجاب بالمغنيين و الممثلين الأجانب أو تعليق صورهم أو ذكرهم المستمر في كل جلسة و مقعد ، أو التشبه بهم سواء بلبس أو تصرف سلوك.