..ونمد أيدينا...!!
وما زال السؤال مصافحاً غدنا..
يبعثرنا..
يوارينا..
ونمد أيدينا...!!
نعانق صحوة الكلمات عند الفجرْ..
ونفرغ في المدى لحظات تألفنا ونجهلنا..
لتسطرها أغانينا..
فتزهرُ داخل الأجفان حيرتنا..
ويبقى خوفنا يُخفي أمانينا..
ونمد أيدينا ..
لخيبتنا..
وللأيامِ..
للراحات ..
للكلمات..
للغرباءِ..
للموتى..
وبكلِ شبر من تراب العمر..
نمد أيدينا..
ولا يهتز قصر الصمت..
ولا الصرخات تروينا..
ونبقى مثلما كنا..
على متن الرحيل تفيق أدمعنا..
وتبتأسُ الملامح حينما الخطوات تكبرنا..
ويعبر ظلنا الأوراق تتبعه مآقينا..
نسير وكل وجهٍ عانق الذكرى يلاحقنا..
وينثر خلفنا زمناً يوافينا..
نسير وفي أعماقنا جرحٌ قساوته..
تردت فوقها الأضلاع..
والنسيان بارحها ..
وقبَّل موتها فينا..
نسير وكل ما فينا يبعثرنا..
ويبعثنا ..
بلا وطنٍ ..
بلا أمل ٍيشفُّ بنا..
بلا قدرٍ ..
بلا شفةٍ تُغنينا..
ويصدحُ صوت حاضرنا ..
قبيل الموتْ ..
يُذكرِّنا بغربتنا..
ويهمسُ للرياح بأننا غرباء ما زلنا..
نعلق هفوة الأحزان في جدران وحشتنا ..
ونسقط في صدور الأمس..
ننبش حرقة النبضات في دمنا..
ونستجدي دموعا سافرت في ليلنا يوما..
فتطرحها مواسمنا ..وخلف الشمس تلقينا..
ننام وترجف الأغصان داخلنا..
يدثرها صقيع الشوق والحرمان..
وتجري الريحُ عابثة بذاكرةٍ..
أحاطتنا..
يحفُّ دروبها وجعٌ ومقصلة تحلق في قوافينا..
حروف في صحاري القلب نغرسها..
لتذكرنا..
تواري الصبحَ في حجراتها قصصاً....
فيأتي الليل محترقا ..يغيبها ويُردينا..
هناك على جفون الليل أمسينا...
ننام ..ننام ..لا تجتاحنا اللحظاتُ..لا نصحو..
وجرحٌ لا يعي الكلمات يحوينا..!!
وعمرٌ مزهق للضوء يعمينا..
تبارحنا شقاوته ..
وبعد الموت ترمينا..!!