ألإنسان بفطرته يحب الجمال .. فالجمال يبهره .. يجذبه .. يأسره .. ويريح نفسه .. أكان في الطبيعة .. أم في لون.. أم في كلمه ..أم في صورة .. أم في امرأة.
فمنذ العصور الغابرة .. اخترعت الوسائل.. وأجريت البحوث .. وصرفت الأموال .. للحصول على الأفضل .. الاجذب .. الأحدث والأجمل.
كل جزء من جسم المرأة استحوذ على الاهتمام اللائق.. الحناء والزيوت .. لشعر ناعم كالحرير ..الكحل والظلال .. لعيون عميقة ساحرة .. ألوان الورد .. لخدود وشفاه جذابة نضره .. وعطور فواحة عبقه .. لإيقاظ الحواس النائمة .. وكل طريف من طين .. حليب .. أعشاب .. دهون .. صابون .. لبشرة ملساء ناعمه .
وتتغير مقاييس الجمال بتغير الزمان والمكان .. مرة يجب أن تكون سمينه ومرة كزجاجه الكوكاكولا .. ومرة بيضاء.. ومرة سمراء برونزيه ..ومرة الشعر الأملس المنسدل هو الدارج .. ومرة الشعر الاجعد كأنه مبتل بمياه البحر هو الأمثل .. ومرة الثياب اللاصقة الأكثر إغراء .. ومرة الثياب الفضفاضة هي الاجذب .. ومرة اللامع على الشفايف والذهبي على الجفون هي الإثارة .. ومرة الداكن الأزرق على العيون هو السحر الغامض .. ومرة ..ومرة .. ومرة ..
إننا نحن النساء .. فعلآ مشهد مؤلم .. وواقع مرير .. يثير الشفقة .. فترانا نركض لاهثات وراء كل ما هو أحدث وأحدث وأحدث .. لنصير أجمل فأجمل فأجمل ..وأجذب فأجذب فأجذب.
وبعد كل ذلك هل صادفت امرأة راضية عن شكلها كما هي ؟؟ والله إذا لقيتها بالله عليك خبرني .
المهم .. تقدمت الحياة وتطورت التكنولوجيا .. وولدت الجراحة التجميلية .. في البداية .. حلم العجائز تحقق .. فقد أعادوا شبابهم المنصرم .. فأصبح الوجه مستديرآ أملس كالبطيخة .. الجفون المتهدلة انحسرت .. والخدود الغائرة انتفخت وارتفعت .. والرقبه المتدلية اختفت .. والانوف الكبيرة المعكوفه رقت واستقامت ...ألخ.. " على ما يبدو مايكل جاكسون ما خوفهم!! "
ثم جاء دور السليكون .. فاستقبل بهجوم عارم من الشابات .. ف"......................" ارتفعت ارتفعت ارتفعت .. والصدور تقدمت تقدمت حتى نضنها أنها مصابة بظهرها .. والشفاه انتفخت انتفخت انتفخت حتى أصبحت مثل أفواه السمك الأحمر " مفتوح للأبد " ما هي المبررات ..ولم كل هذا العناء؟؟
لقد أصبحت الجراحة التجميليه وسيله لحل بعض المشكلات النفسية.. ولتعزيز الثقة بالنفس .. في مجتمع يتنافس فيه الجميع للحصول على هيئه تتيح لهم البروز في الحياة الاجتماعية . أما الرجال ما موقفهم من ذلك ؟
بعضهم يشعر بالفخر لان زوجاتهم عانين كل هذه المعاناة أو حزن على إعجابهم .. وبعضهم الأخر بالرغم من ميلهم للمظاهر الأنثوية البارزة في المرأة فهم قانعون بصفات زوجاتهم اللوائي اختاروهن وأحبوهن كما هن . والبعض يحبون مظاهر الطفولة الدائمة على أجسادهن. وآخرون يخافون من هذه التغيرات .. فيشعرون بالقلق وعدم الطمأنينة .. فقد تتحول نسائهم الى محط الأنظار. ولكن ماذا نقول في المرأة التي سلكت كل أيات الجمال في كل ملامح وجهها وتقاطيع جسدها طبيعيآ؟ هل هي محظوظة؟؟؟هل هي سعيدة؟؟هل ملكت القلوب؟؟
من وجهة نظر النساء فهي محسودة ومكروهة.. من النادر أن تكون لديها صديقه وفية..فقد يتوجهن إليها باحثات عن عيوب وأخطاء في تصرفاتها.. ويخترعن شتى الوسائل لتدميرها . أما من وجهة نظرة الرجال إليها.. فمنهم من يخشى الاقتراب منها ومنهم من يتحول إعجابه الشديد إلى حقد دفين.. لأنه لا يستطيع أن يمتلكها .. ومنهم من يجزم ظالمآ أنها متكبرة.. مغرورة.. أو غبية .
آخيرآ أعتقد شخصيآ وأقول .. إن الاهتمام بالمظهر الخارجي مهم .. فهو أول ما يثير نظر الاخرين .. ولكن الاعتماد عليه كليآ خطأ .. فالشكل الخارجي ليس كل شئ.
عزيزتي .. أدعوك أن تكوني إنسانه متميزة بشخصيتك وآرائك وتصرفاتك .. وحتمآ ستجذبين كل الانظار .. أكنت جميلة .. أم أقل جمالآ..
منقققققققققققققققققققققققققققققققول